العلوم الإنسانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
العلوم الإنسانية

يشمل كل المقالات التي ترقى بالإنسان


    لا تضرب طفلك

    mahersaleh1
    mahersaleh1
    Admin


    المساهمات : 387
    تاريخ التسجيل : 25/07/2009
    العمر : 53
    الموقع : مدير مجموعة

    لا تضرب طفلك Empty لا تضرب طفلك

    مُساهمة  mahersaleh1 الخميس أبريل 15, 2010 3:35 am

    حقاً! كيف نضرب أطفالنا بعد اليوم؟



    يقول د. أحمد جمال ماضي أبو العزائم: إن حوادث العنف التي يرتكبها الكبار ضد الأطفال مهما كانت صغيرة تترك جراحاً نفسيةً عميقة. وإن هذه الجراح تراكمية مع استمرار الاعتداء بالضرب على الطفل. ويمكن أن نؤكد ذلك إذا نظر كلٌّ منا إلى ذكريات طفولته.

    إن أسوأ ذكريات الطفولة هي تلك التي تعرضنا فيها للضرب من أبوينا والبعض يجد أن مثل هذه الذاكرة غير محببة فيحاول التقليل منها وأن يتحدث عنها بشكل فكاهي.

    إن سرد مثل هذه المواقف سوف يخفي الابتسامة من الوجه، وإذا حدثت الابتسامة فإن الخجل هو الذي جعل أصحابها يبتسمون، وكحماية من الألم فإننا نتناسى هذه المواقف الصعبة وأكثر حوادث العنف ضد الأطفال هو (التلطيش) أو الضرب بالأقلام وفي محاولة لإنكار هذه الذكريات وتأثيرها فإن البعض يرفض اعتبار التلطيش عنفاً ضد الأطفال ويدّعي بأن هذا الضرب له تأثير قليل.

    إن هذا الضرب على الأيدي أو الوجوه هو مثل التسمم الغذائي الذي يمكن علاجه وينجو منه الإنسان بدون أي أعراض مستقبلية، ولكن من منا يحبّه؟.

    إن قدرة الإنسان على التعايش مع الضرب على الخدود لا تعني أن له قيمة جميلة.

    إن خطر هذا الضرب كبير ولكن بعض الآباء يجادلون ويقولون: ولكن كيف نكون أباً أو أماً مسؤولين إذا لم نسيطر على الطفل ونمسكه بقوة أثناء عبور الطريق؟ وحقيقة الأمر أن ضرب الأطفال على الخدود يدخلهم في غضب عاطفي هائل يجعلهم غير قادرين على تعلم دروس الكبار.

    إن مثل هذا الضرب سوف يشفي غليل الكبار ولكن على حساب إحداث غضب هائل في الصغار، وحيث يكون غضب الكبار مؤقتاً فإن ضرب الطفل على الوجه يستمر أثره ولا يحدث التأثير التعليمي المطلوب.

    إن هذا الضرب يعطي الأطفال إحساساً أن من حولهم من الكبار خطرون عليهم فيبتعدون عنهم.



    فقدان الثقة



    إن كثرة الاعتداء بالضرب على الوجه يفقد الطفلَ الثقة في الوالدين ويحدث تآكلاً في حبه لهم. إن الطفل الذي يُضرب بانتظام لا يستطيع أن يعدَّ الأبوين مصدر حب وحماية وأمن وراحة وهي العناصر الحيوية للنمو الصحي لكل طفل.

    إن حماية الطفل وتغذيته يجب أن تَكونا غير مشروطتين بأي سلوك يحدث منه، وهؤلاء الأطفال الذين يُضربون هم مثل الأطفال الذين ينكر عليهم حقهم في طعام كاف أو تلقي الدفء والراحة، ويعانون من فشل نموهم بأفضل صورة.



    التهديد بالضرب



    إن بعض الآباء قد يضربون أبناءهم أو لا يضربونهم إطلاقاً ولكنهم يهددون بالضرب باستمرار وبفعل أشياء أكثر عنفاً مثل قولهم: (إذا لم تسكت قصصت لسانك).

    إنهم يجدون سهولة في السيطرة على أبنائهم في ذلك ولو مؤقتاً، والطفل عندما يسمع هذه التهديدات فإنه يطيع أو لا يطيع نتيجة للخوف، ولكنهم يتعلمون كيف يستطيعون الخداع والكذب لكي يفلتوا من مثل هذا العقاب المرعب الذي ينتظرهم، وفي النهاية عندما يدركون أن هذا التهديد واهن ولن يحدث، فإنهم يتكوّن لديهم مفهوم عميق بأن الكبار ولا سيما من يوثق فيهم كذّابون.

    عندما تُفقَد هذه الثقة بين الأطفال والقائمين على تربيتهم فإن قدرة الأطفال على بناء علاقات صداقة تصاب بعطب شديد. إن ذلك قد يجعلهم غير قادرين مطلقاً على تكوين أية علاقة حميمة أو تعاون مثمر مع الآخرين.

    إن من يتعرضون لمثل هذه المواقف من الأطفال ينظرون إلى العلاقات أنها قابلة للنقاش، وأنها صفقات تكسب أو تخسر. إنهم ينظرون إلى الأمانة والثقة في الآخرين على أنها ضعف وأنها قد فقدت مع هذا العدوان.

    تحدثنا بتفصيل عن سلبيات اللجوء السريع للعقاب سواء على شخصية المربي أم على شخصية الابن. وتبين لنا أن الحالة النفسية للمربي وهو يعاقب لا تمكنه من إحداث أي تغيير إيجابي على الطفل إلا مظاهر مؤقتة تبدو في البداية، لكن سرعان ما تندثر هذه الاستجابة لتحل محلها سلوكيات أكثر استعصاء واستفحالاً تمس جوانب إيجابية عديدة بشخصية الطفل، منها الجرأة والشجاعة والثقة بالنفس والانطلاقة والقدرة على التفاعل مع الناس والمحبة المتبادلة مع والديه.

    وسنحاول في هذه الوقفات إعطاء بدائل وبرمجة جديدة للمربي الذي يستخدم أساليب القسوة والغلظة في تربية أبنائه وتوجيههم.



    كيف تتصرف؟



    هذه توجيهات تساعد على حسن التصرف أمام السلوكيات المزعجة للأبناء، ومنها ما يدخل في الوقاية من هذه السلوكيات قبل أن تظهر على الأبناء وهذا – في اعتقادي – أهم بكثير من التدخل لتعديل سلوك مرفوض لدى الابن.

    أول قرار وتوجيه هو استعدادك للتغيير والتخلص من الخلفيات الخاصة بك وبماضيك حول الشدة والقسوة مع الأبناء. وكن مستعداً لهذا التغيير الذي سيمنحك وأسرتك متعة وهدوءاً وانسجاماً وتواصلاً إيجابياً يحقق ما تريده من أبنائك.



    عشر خطوات لتمتين العلاقات بين الآباء والأبناء



    1- أبْدِ اهتماماً متوازناً؛ امدح وأثن على السلوكيات الإيجابية التي تصدر عن ابنك، وتجاهل بالمقابل تلك التي تبدو أقل خطراً أو تدخل في سلوكيات الطفولة البريئة (حركة زائدة – أسئلة كثيرة – عناد خفيف..).



    2- لا تتقبل السلوكيات الشاذة ولا تبتسم لها أول ما تواجهها وتدخل لتغييرها، وتذكر أن صفع الطفل لا يبعده عنها بل يثبتها ويخزنها باعتبارها نقطة ضعف لمواجهة الوالد أو الانتقام منه في المستقبل.



    3- ارسم لابنك خطوطاً وقوانين وامدحه على الالتزام بها وعزز ما تراه استجابة من الابن لهذه الضوابط.



    4- ضع لنفسك خطة مكتوبة للتدخل أثناء خروج ابنك عن الخطوط والقوانين المرسومة. اكتب خطتك وأنت هادئ وتجنب كتابتها عند الغضب.



    5- اشكر ربك كل مرة تحقق خطوة إيجابية في تمتين علاقات



    أسرتك وكافئ نفسك بحمد الله ثم بمنح نفسك وأسرتك



    مكافأة سواء معنوية أم مادية (نزهة خاصة – عمرة – سفر – هدايا ..)



    6- اكتب لائحة بمجالات حياة ابنك وقسمها للائحتين: لائحة بالمجال الذي تحدد أنت مساره ومجال لابنك الحق أن يبدي وجهة نظره ويقرر.. وهذه خطة من الأهمية بمكان، فهي تحدد الحدود وتمنح الحرية الإيجابية للابن وتعلمه الكثير من المهارات الحياتية التي يحتاجها، منها القدرة على اتخاذ القرار وحل المشكلات وتحريك الذهن والقيادة وعدم الانقياد للآخرين بدون ضوابط ولا اقتناع.



    7- اهتم بوجهات نظر ابنك حول القضايا العامة فقد تكون صائبة أو تحتاج لمناقشة وتوجيه ليتعلم الابن وتجنب السخرية والاستهانة بوجهات نظره.



    8- حدد ما هي الأنشطة التي يمكن للطفل أن يقوم بها باستقلالية تامة عنك. تابعها وامدح جهوده الناجحة وساعده على التغلب على الجهود غير الموفقة.



    9- أكمل وساعد استقلالية ابنك فكرياً بوجهات نظره واختياراته، وعملياً بسلوكيات الاعتماد على النفس.

    10- ساعد ابنك على رسم أهدافه وتعلم فن صياغة الأهداف وكتابتها، وكافئ اعتبارياً ومادياً ما يتحقق من هذه الأهداف.



    هل أنت مفرط في تدخلك ؟



    1- ضع لائحة بالأشياء التي يمكن لابنك القيام بها وحده أو



    برفقة طفل أو بالغٍ، وشجعه على هذا.



    2- تعلَّم بعض تقنيات الاسترخاء والهدوء والتحكم في



    الغضب. ومنها الوضوء واللجوء للصلاة وتغيير وضعية



    الجسم (جلوس أو قيام أو اتكاء. ومنها التفكر والتأمل



    والدعاء، ومنها ملء الجسم بالتنفس العميق وغيرها.. فهي



    كفيلة بدفعك للتفكير الإيجابي واتخاذ القرار السليم..



    وتعلمك الهدوء وتبعدك عن القلق المفرط على الابن.



    3- وسِّع دائرة الاستقلالية في حياة ابنك بالتدرج.





    4- تحدث مع ابنك لتفهمه أكثر وتفهم دوافع سلوكه ورغباته وحاوره وشجعه ليلزم السلوك الصحيح، بدون أن تشعره أنك أنت من يقود عملية التغيير لديه.. بل دعه يشعر أنه هو من يقرر وهو من يرغب في التغيير.



    5- أعد كتابة الأهداف قصيرة المدى ومتوسطة المدى، وتابع مدى تحقيقها في حياة ابنك وكافئ ما تحقق.



    6- تقبل بسرور كل خطوة إيجابية يخطوها ابنك وتخطوها أنت لتنمية شخصية ابنك وهويته الخاصة به.



    في المقالات القادمة نتابع معكم أعزّاءنا القراء خطواتٍ عملية في تحقيق التغيير المنشود والتحوّل التام عن أساليب العنف مع فلذات أكبادنا.

    ............ ......... ......... ......... ......... ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 3:48 am