العلوم الإنسانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
العلوم الإنسانية

يشمل كل المقالات التي ترقى بالإنسان


    موقف يوم القيامة

    mahersaleh1
    mahersaleh1
    Admin


    المساهمات : 387
    تاريخ التسجيل : 25/07/2009
    العمر : 53
    الموقع : مدير مجموعة

    موقف يوم القيامة Empty موقف يوم القيامة

    مُساهمة  mahersaleh1 الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 1:03 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولٰكن عذاب الله شديد) صدق الله العظيم


    يوم القيامة ليس قصة تروى، إنه قضية حق، وإيمان مطلق، هذا اليوم العظيم أنذر به الله جميع عباده عن طريق الأنبياء، فكل الأنبياء حذروا قومهم من عذاب يوم القيامة. هذه الرسالة هي لأصحاب العقول السليمة، لينقذوا أنفسهم من العذاب، وأنا أضعها بين أيديك أمانة لتوصلها إلى كل من تستطيع إيصالها له لتنقذه، لأن هذا اليوم قادم لامحالة، وكل من له عقل يقرأ ويحذر ويستعد لذلك اليوم. قال الله تعالى: (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين) (ولو ير الذين ظلموا اذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب) (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)



    بعد أن مات جميع من تبقى على الأرض ولم يبق أحد على قيد الحياة يأمر ربنا جل جلاله احد ملائكته وهواسرافيل بالنفخ في بوق عظيم لاحياء جميع المخلوقات من الانسان والجن والحيوان وباقي المخلوقات، هذه الصيحة المفزعة القوية جدا توقظ جميع الموتى من بني آدم إلى آخر من يموت فيخرجون من قبورهم مذهولين، ويخرجون وعليهم آثارغبار قبورهم. كلهم يجمعهم الله في طرفة عين، ويبعثون بالهيئة التي ماتوا عليها، حيث تنشق الارض عنهم ، ويقومون من قبورهم حفاة عراة، ويكونون كالجراد من كثرتهم. يصف لنا ربنا سبحانه وتعالى هذا اليوم العظيم بقوله: (ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون)، بعد استيقاظهم من موتهم يتوجهون مباشرة إلى أرض الحساب، إلى أرض جديدة خلقها الله سبحانه وتعالى وهي الأرض التي سيحاسبهم الله عليها، وهي أرض بيضاء نقية لم ترتكب عليها معصية أبدا، ولم يسفك عليها دم أبدا، ولم يظلم إنسان عليها أبدا، قال الله تعالى: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار) فيسير الناس منهم راكبا ومنهم ماشيا ومنهم من يسير على وجهه، كل على حسب عمله في الدنيا وعلى حسب إيمانه، وفي هذا الموقف المخيف تحدث زلازل عظيمة، وتنشق السماء، وتتفجر البحار وتحدث براكين هائلة، يصف لنا ربنا جل جلاله ذلك فيقول سبحانه: (إذا السماء انفطرت * وإذا الكواكب انتثرت * وإذا البحار فجرت * وإذا القبور بعثرت * علمت نفس ما قدمت وأخرت * يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك * كلا بل تكذبون بالدين * وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين *يعلمون ما تفعلون * إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم * يصلونها يوم الدين * وما هم عنها بغائبين * وما أدراك ما يوم الدين *ثم ما أدراك ما يوم الدين *يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله)، في هذا اليوم لا يسأل أحد عن أحد، وتسقط الكواكب على الأرض، وتنسف الجبال وتتطاير حتى تصبح كالقطن المنفوش، يقول ربنا جل جلاله (القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية)، وتطمس النجوم في السماء، ويطوي الله السموات بيمينه، كما قال سبحانه وتعالى: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) وتنزل الملائكة فتحيط بالناس، وتقترب الشمس من فوق الرؤوس ولا يبقى أي ظل إلا ظل عرش الله، فيصاب الناس بآلام شديدة من شدة الحر والعطش والجوع، ويتصببون عرقا، فمنهم من يصل عرقه إلى قدميه، ومنهم من يصل إلى بطنه، ومنهم من يصل إلى فمه، كل حسب عمله في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: (تدنوا الشمس في ذلك اليوم إلى رؤوس الخلائق بمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق؛ فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما وأشار بيده إلى فيه) ولن تنجو من حر هذا اليوم إلى إذا كنت من هؤلاء الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا في حديثه الشريف حيث قال صلوات الله عليه: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه). ويستمر الانتظار من أجل الحساب في الحر الشديد تحت الشمس المحرقة 5000 عام أوأكثر، فيصيب الرعب البشر وهم يصرخون ويتألمون ويبكون، حتى أن الأطفال تشيب من هول ذلك اليوم، والأخ ينسى أخاه والوالدان ينسوا أولادهم، والأولاد ينسوا آبائهم والزوج ينسى زوجته والصديق ينسى صديقه، فكل منهم همه الوحيد هو انقاذ نفسه من هذا العذاب الطويل، ويتخاصم الضعفاء مع المتكبرون، ويتخاصم الكافرون مع شياطينهم، ويلعن بعضهم بعضا، حيث تتبرأ الشياطين منهم، فيندم الكفار والظالمون ندما شديدا، يقول ربنا: (فإذا جاءت الصاخة * يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه * وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة * ووجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة * أولٰئك هم الكفرة الفجرة) ثم يفزع الناس إلى الأنبياء كي يدعوا الله لهم بأن ينقذهم ويخلصهم من هذه الوقفة وبدء الحساب، فيرفض جميع الانبياء ذلك ويقول كل واحد منهم ( لقد غضب ربنا اليوم غضبا لم يغضب مثله قبل ولن يغضب مثله بعد اذهبوا الى غيري انا لست لها) فبعد أن يرفض جميع الأنبياء التشفع لهم يذهبوا الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيرضى الله له بالشفاعة للناس لبدء الحساب، وهذا المقام لم يعطه ربنا لأحد إلا ليسدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فتنتهي الوقفة، ويوضع الميزان لوزن أعمال العباد، وهو ميزان حقيقي له كفتان، قال الله تعالى: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفا بنا حاسبين) قال صلى الله عليه وسلم (يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك) يقول سيدنا عمر بن الخطاب : (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم). وهو ميزان لوزن السيئات والحسنات، قال ربنا سبحانه وتعالى: (والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولٰئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولٰئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون) حيث يكون لكل شخص كتاب ضخم جدا فيه كل أعمال حياته الصغيرة والكبيرة، هذا السجل ذكره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يؤتى برجل يوم القيامة، فيخرج له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر) فلايستطيع العبد أن ينكر من أعماله شيء لأن كل الأعمال مصورة، فأما المؤمن فيستلم كتابه بيمينه، والكافر أو المنافق يستلم كتابه بشماله، قال ربنا جل جلاله: )فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة * وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة * فيومئذ وقعت الواقعة * وانشقت السماء فهي يومئذ واهية * والملك علىٰ أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية * يومئذ تعرضون لا تخفىٰ منكم خافية * فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية * وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه * يا ليتها كانت القاضية * ما أغنىٰ عني ماليه * هلك عني سلطانيه * خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم( ويأمر ربنا الملائكة بإحضار جهنم فيقول ربنا جل جلاله: (ياجبريل ائتني بجهنم)، وقال ربنا في القرآن الكريم: (كلا إذا دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا * وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنىٰ له الذكرىٰ *يقول يا ليتني قدمت لحياتي * فيومئذ لا يعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد) فتأتي النار و لها سبعون ألف زمام، كل زمام يجره سبعون ألف ملك كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه النار التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو وجد أهل النار نار مثل ناركم لاستراحوا فيها وناموا) وقال فيها أيضا صلى الله عليه وسلم: (أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة) فتفزع الخلائق منها فزعا شديدا ورعبا ويحاولون الهرب منها لكنهم لايستطيعون لأن الملائكة محيطة بهم فتجثوا الأمم على ركبها خوفا منها تبكي وتصرخ، فليس هناك مكان تختبئ فيه، وتخرج من جهنم ألسنة تريد أن تلتهم من في المحشر فما من نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا عبد صالح إلا ويجثو على ركبتيه خوفا، ويسمع الناس غضبها وزفيرها وهي وتنادي: (وكلت بكل جبار عنيد، وبمن دعا مع الله إله آخر، وبالمصورين). ولا يستطيع أحد أن يقف لتلك النار إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول صلى الله عليه وسلم: (يانار الجبار عودي، فتقول النار: إليك عني يامحمد فما فوكلت بك ولا بأصحابك، فيقول لها ربنا: ياناري اسمعي لمحمد وأجيبي) يقول ربنا جل جلاله: (قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلىٰ يوم القيامة لا ريب فيه ولٰكن أكثر الناس لا يعلمون * ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون * وترىٰ كل أمة جاثية كل أمة تدعىٰ إلىٰ كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون * هٰذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذٰلك هو الفوز المبين * وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلىٰ عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين) ثم يأمر ربنا سيدنا آدم عليه السلام فيقول له: (ياآدم، قم فابعث بعث النار، فيقول: يا رب وكم؟ فيقول الله: من كل مائة تسعة وتسعين) ويكون الناس يومها ثلاثة أنواع: (مؤمنين، وكافرين، ومنافقين)، ولا ينجيك عند الميزان ويرجح ميزان حسناتك إلا هذه الأعمال: (ذكر لا إله إلا الله وتسبيحه، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بر الوالدين، الخوف من الله، البكاء من خشية الله، حسن الظن بالله تعالى، الحج والعمرة، سرعة الاغتسال من الجنابة، صلة الرحم، الصبر على موت الاطفال)، فإذا كنت منهم نجوت ورجحت كفة حسناتك فتكون من الناجين، وإن لم تكن منهم رجحت كفة سيئاتك فتكون من الخاسرين، قال صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض) قال رسول الله صىل الله عليه وسلم: (إن أثقل شيء يوضع في ميزان العبد يوم القيامة خلق حسن وإن الله يبغض الفاحش البذيء) وللرسول صلى الله عليه وسلم شفاعة أخرى للمؤمنين المذنبين عند الميزان، يشفع بها لمن كانت سيئاته أكثر من حسناته، ويهب الرسول شفاعته لمن كان يكثير الصلاة عليه في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: (إن أولى الناس بشفاعتي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة في الدنيا) وأما من لم يكن مؤمنا بالله فتأخذه الملائكة إلى النار مباشرة لأن سيئاته غلبت على حسناته ولا يمكن أن يستفيد من شفاعة الرسول كما قال ربنا سبحانه وتعالى: (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون)، (فمن ثقلت موازينه فأولٰئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولٰئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون * تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون)، (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين* قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين * وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين * قالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين) أما المؤمنين الذين استلموا كتبهم بيمينهم ورجحت كفة حسناتهم فيفرحون فرحا كبيرا، وسيكون حسابهم سهلا كما قال ربنا: (يا أيها الإنسان إنك كادح إلىٰ ربك كدحا فملاقيه * فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابا يسيرا * وينقلب إلىٰ أهله مسرورا) ثم يذهب بعد ذلك المؤمنين ومعهم من نجى من المنافقين، بعد أن نجوا من الميزان ليعبروا فوق جهنم وهو الامتحان الكبير لإيمانهم، فمن كان منافقا لايمكن له أن يعبر الصراط وهو جسر مضروب فوق جهنم، كما يقول ربنا: (وإن منكم إلا واردها كان علىٰ ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ) أما المؤمن فينجو منه إن كان إيمانه صحيحا، والمنافق لا يستطيع النجاة منه فيسقط في النار، حيث أن هذا الجسر طوله مسيرة 3000 عام صعودا واستواءا وهبوطا، وهو مظلم لانور فيه، وهو أدق من الشعرة وأحد من السيف، قال صلى الله عليه وسلم: (الصراط أحد من سيف أحدكم، ولكنه على المؤمن كالوادي الفسيح) فكل يرى الصراط حسب عمله، وعلى هذا الصراط يوجد خطاطيف وكلاليب وأشواك فإن أمسكت بأحدهم أوقعته في جهنم، وكل خطاف يختص بذنب من الذنوب فمن كان عنده من تلك الذنوب مسكته أحد خطافاتها، ومن تلك الذنوب: ( التكبر، الغيبة، النميمة، الرياء، الربا، المتثاقل عن الصلاة، الظلم) والخطاف يشم رائحة صاحبه ويعرفه. كل إنسان يمر على هذا الصراط ويسرع فيه حسب عمله، فمن كان مستقيما في الدنيا سار بسرعة على الصراط، فمنهم من يمر عليه كسرعة البرق، ومنهم يمر عليه كسرعة الريح، ومنهم كسرعة الفرس، ومنهم كسرعة الدجاجة، ومنهم من يمكث فيه ألف سنة أو أكثر. ثم إن على هذا الصراط توجد عليه 7 قناطر يسأل فيها الناس عن 7 أشياء إن نجحوا فيها اجتازوا الجسر وإن لم ينجوا منها سقطوا في جهنم، وهذه القناطر هي: (قنطرة التوحيد، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، الاغتسال والوضوء، المظالم) فإن أعماله تلك في الدنيا صحيحة وكان إيمانه صحيحا نجى منها، وإن لم تكن صحيحة حبس في كل قنطرة ألف سنة وعذب. ولكي تعبر هذا الجسر تحتاج لنور ليضيء لك طريقك لأن الصراط مظلم وتحته جهنم، كما قال سيدنا رسول الله: (منهم من يعطى نوره مثل الجبل، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة، ومنهم يكون نوره على ابهام قدمه يضيء مرة ويطفىء مرة) هذا النور هو العمل الصالح في الدنيا، ومن أكثر ما يضيء لك طريقك على الصراط هو (ذكر الله)، لأن الله يقول: ( الله نور السموات والأرض)، وقال تعالى: (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعىٰ نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذٰلك هو الفوز العظيم * يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب * ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلىٰ ولٰكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتىٰ جاء أمر الله وغركم بالله الغرور * فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير)، فمن أراد أن يكون عنده نور على الصراط يمكنه أن يحصل عليه في هذه الدنيا الآن وليس في الآخرة. ومن الذين يعبرون بسرعة على الصراط هم: ( المنفقون على الأرامل واليتامى، والمدافعون عن أعراض الناس)، قال صلى الله عليه وسلم: (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله) أما الاتقياء فلا يفزعهم هذا اليوم ولا يخيفهم ويمرون عليه بسرعة، حتى أن نور بعض المؤمنين يكاد يطفئ النار فتقول النار له: (يامؤمن اعبر بسرعة فإن نورك غطى على ناري) وهؤلاء هم الذاكرون. وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف كبير لمشاهد حقيقية يوم القيامة: (رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه، فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين ، فجاء ذكر الله فطير الشياطين عنه، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب ، فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم، ورأيت رجلا من أمتي عطشا ، كلما دنا من حوض منع وطرد ، فجاءه صيامه شهر رمضان فأسقاه ورواه، ورأيت رجلا من أمتي ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا ، كلما دنا إلى حلقة طرد ومنع ، فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي، ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة ، ومن خلفه ظلمة ، وعن يمينه ظلمة، وعن يساره ظلمة ، ومن فوقه ظلمة ، وهو متحير فيها ، فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور، ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار وشررها ، فجاءته صدقته فصارت سترا بينه وبين النار وظلا على رأسه، ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه ، فجاءته صلته لرحمه فقالت : يا معشر المؤمنين ، إنه كان وصولا لرحمه، فكلموه ، فكلمه المؤمنون وصافحوه وصافحهم، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الزبانية ، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم ، وأدخله في ملائكة الرحمة، ورأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه ، وبينه وبين الله حجاب ، فجاءه حسن خلقه ، فأخذ بيده فأدخله على الله عز وجل، ورأيت رجلا من أمتي قد ذهبت صحيفته من قبل شماله ، فجاءه خوفه من الله عز وجل فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه، ورأيت رجلا من أمتي خف ميزانه ، فجاءه من مات من أولاده فثقلوا ميزانه، ورأيت رجلا من أمتي قائما على شفير جهنم ، فجاءه رجاؤه من الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ومضى، ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار ، فجاءته دمعته التي قد بكى من خشية الله عز وجل فاستنقذته من ذلك، ورأيت رجلا من أمتي قائما على الصراط، يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف ، فجاءه حسن ظنه بالله عز وجل فسكن روعه ومضى، ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط ، يحبو أحيانا ويتعلق أحيانا ، فجاءته صلاته فأقامته على قدميه وأنقذته، ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة ، فغلقت الأبواب دونه ، فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته) بعد عبور المؤمنين للصراط يفرحوا فرحا عظيما لاحزن بعده فيمضي من فاز منهم إلى حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الحوض ماؤه أشد بياضا من الثلج، وأحلى من العسل، عليه أكواب وأباريق، فمن المؤمنين من تسقيه الملائكة، ومنهم من يسقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يسقيهم الله عزوجل. بعد أن يشرب المؤمن من هذا الماء لايشعر بالعطش أبدا بعد ذلك، وتتغير صفاته واخلاقه فيصير أهلا لدخول الجنة، وهناك أناس يمنعون من الشرب على الحوض وهم كما أخبرنا بهم رسول الله صىلى الله عليه وسلم: (المرتد عن دين الله، المغير في دين الله، المخالف لجماعة المسلمين، الظالم، من يقاتلون الحق وأهل الدين، المجاهرون بالمعاصي، المستخف بالمعاصي، الذين يبتدعون في الدين). ثم يدخل بعد ذلك المؤمنين الجنة ويدخل الكافرون والمنافقون النار ولايخرجون منها، ويؤتى بالموت ويذبح أمامهم، ثم ينادي مناديا من قبل الله عزوجل ويقول: ( ياأهل الجنة خلودا بلا موت، ويا أهل النار خلودا بلا موت) فيفرح المؤمنون فرحا شديدا، ويحزن الكافرون حزنا وندما عظيما، وهناك أناس يدخلون الجنة بدون حساب وهم كما وصفهم سيدنا رسول الله: ( هم الذين لايكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون)، وأيضا منهم (الحمادون لله على كل حال، وكافلين اليتامى، والشهداء) (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين).


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 2:11 am