كان اليهود في فترات العصور الوسطى مشتتين في بقاع الأرض، وكما قلنا سابقاً لا يمكن أن يكونوا من بقايا بني إسرائيل بل هم من الجماعات التي تهوّدت - أي اعتنقت الديانة اليهودية - والشائع عبر العصور أن اليهود لم يحاولوا الاختلاط بالشعوب التي عاشوا في وسطها بل عاشوا في عزلة دائمة، مارسوا واحتكروا المهن التي تجلب لهم الأموال الكثيرة كتجارة الذهب وتجارة السلاح والبغاء، وتعاملوا بالربا وقد نهوا عنه، فكرهتهم الشعوب وتعرضوا لنقمة الحكام أينما حلوا فكانت الدول الأوروبية في العصور الوسطى تأنف منهم لسلوكهم فتعمل على مصادرة أموالهم وطردهم من البلاد. و قد أثر الفكر الديني المسيحي على العلاقة القائمة بين اليهود والمسيحيين حين نظر المسيحيون إلى اليهود على أنهم قتلة عيسى - عليه السلام -، فساهم ذلك في النفور المسيحي المتزايد من اليهود خاصة في الفترة التي عُرفت في أوروبا بعصور الإيمان.
في القرن السادس عشر الميلادي عُثر في أوروبا على بعض الوثائق التي أشارت إلى طريقة احتفال اليهود بعيد الفصح اليهودي [أباطيل التوراة والعهد القديم للدكتور محمد علي البار] بأن يعجن عجينهم بدم مسيحي ويخبز ليؤكل صباح يوم العيد. في الوقت ذاته رُبط في أوروبا بين تلك الوثيقة وبين اختفاء بعض الأطفال المسيحيين في ظروف غامضة فاشتد اضطهاد الملوك الأوروبيين لليهود، حتى أن بعضهم كان يفر إلى الأندلس الإسلامية مما كان يعانيه اليهود من ويلات الاضطهاد بسبب نفوسهم الحاقدة المريضة وكرههم وحقدهم على شعوب العالم، وقد عبر الأدب الأوروبي في القرن السادس عشر عن نظرة اليهود وحقدهم في عدة قصص من أشهرها قصة تاجر البندقية للأديب الإنجليزي شكسبير.
في أواخر القرن التاسع عشر عاش يهود أوروبا ضمن مجتمعين أوروبيين منفصلين: الأول المجتمع الأوروبي الشرقي الذي تميز بالبغض الشديد لليهود والاستمرار باضطهادهم واعتبارهم أساساً في مشكلات المجتمع المسيحي الذي يعيشون فيه، والثاني المجتمع الأوروبي الغربي الذي تميز بالانفتاح والتحرر والأخذ بأفكار الثورة الفرنسية ومبادئها في الإخاء والمساواة والحرية، فعاش اليهود وسط هذا المجتمع بحرية تامة بل وتبوأوا مناصب هامة في بعض الدول واستطاعوا التحكم ببيوت الأموال [المرجع السابق] أمثال عائلة روتشيلد صاحبة أكبر البنوك البريطانية في القرن التاسع عشر، فانبرى أولئك اليهود الغربيون بما اشتهروا به من براعة كبرى في مجال الدعاية والإعلام أمثال ثيودور هيرتزل بالبحث عن حلول لما أسموه بالمشكلة اليهودية و ارتأى الكثيرون منهم فكرة جمع شتات اليهود في أرض واحدة ليتخلصوا من نير الاضطهاد الأوروبي وكان من أشهر المتحمسين لهذا المشروع اليهودي الألماني تيودور هيرتزل الذي كان صحفياً في إحدى الجرائد النمساوية فوضع كتابه الشهير دولة اليهود حلم فيه هيرتزل بوطن لليهود يجمع شتاتهم في أية بقعة من الأرض يختارها ملوك الدول الأوروبية في إحدى المناطق التي يستعمرونها. وفكر هرتزل في الأرجنتين فوصفها في كتابه بأنها أرض غنية كثيرة الخيرات يمكن استغلالها [الشعب الفلسطيني بقلم كتاب يهود]. وفكر في أوغندا بأفريقيا، كما سرح خياله السياسي في شبه جزيرة سيناء، والغريب في الأمر أن هيرتزل لم يفكر في فلسطين إلا بعد أن انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا سنة 1897م هذا المؤتمر الذي قرر فيه يهود العالم إقامة منظمة تخصهم سموها الصهيونية نسبة إلى جبل صهيون إحدى الجبال التي تقوم عليها مدينة القدس وهي حركة قومية استعمارية، وقد حضر المؤتمر عدد من الشخصيات اليهودية المتشددة التي رفضت أوغندا والأرجنتين وصممت على فلسطين بحجة أنها الأرض الموعودة لليهود في التوراة، والواقع الذي يجب ألا يغيب عن بالنا هو أن هيرتزل وغيره كثيرين من منظمي المؤتمر وحاضريه كانوا علمانيين لا يقرؤون توراتهم ولا يعرفون عنها الكثير، لكنهم وافقوا على فلسطين لعدة أسباب:
1. أن فلسطين تثير عند اليهود حماساً دينياً يمكن أن تستغله الحركة الصهيونية في دعايتها لدعم الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
2. موقع فلسطين المتوسط بين دول الشرق الأوسط.
فخرج المؤتمر الصهيوني الأول بعدة قرارات هامة من أبرزها وأكثرها وضوحاً إنشاء وطن لليهود في فلسطين وتشجيع الهجرة اليهودية لها والبحث عن تأييد من الدول الأوروبية الاستعمارية لتحقيق هذه الأهداف.
في الوقت نفسه كانت هناك بعض الأفكار المطروحة على المائدة الاستعمارية في بريطانيا ترى أن من مصلحة الإمبراطورية البريطانية أن تحافظ على قناة السويس بعزل المنطقة المجاورة للقناة وجعلها جيباً حاجزاً عن طريق توطينها لأناس غريبين عن سكانها العرب يمنعون إقامة وحدة عربية تقف في وجه الأطماع البريطانية ويكونون حراساً للقناة وعوناً لبريطانيا الاستعمارية في المنطقة [تاريخ المشرق العربي للدكتور عمر عبد العزيز عمر]، فتلاقت عند هذا المنعطف الفكرة الصهيونية بالحركة الاستعمارية السائدة في تلك المرحلة.
إذن فالدويلة اليهودية جاءت نتيجة لفكرة استعمارية بريطانية + يهودية دينية + أطماع صهيونية..تلاقت هذه المصالح في هدف مشترك هو إقامة وطن لليهود على أرض فلسطين.والملاحظ أيضاً أن المنظمة الصهيونية استخدمت تعبير وطن ولم تستخدم تعبير دولة لماذا ؟ لأن الوطن بلا حدود والصهيونية لم تضع حدوداً لدولة اليهود إنما اعتبرت أن حدودها هو كل مكان عاش فيه بنو إسرائيل قديماً فأصبح هدف الصهيونية إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ووضعت الصهيونية في حسبانها اليهود المتدينين الأعضاء في المنظمة فجعلت لنفسها هدفاً دينياً هو إقامة هيكل سليمان من جديد، وقد عبّر الساسة الصهاينة عن هذا المخطط عندما سئلت غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل عن حدود دولة إسرائيل فقالت: " كل مكان عاش فيه اليهود قديماً "
إن كان اليهود يريدون مكاناً لعبادة الله فهذا هو المسجد الأقصى مكان لعبادة الله.. إن ما تسعى إليه الصهيونية هو تهويد المكان وفرض الصبغة اليهودية عليه وطرد ماعدا ذلك من الشعوب التي تسكن المنطقة.
بدأ الصهاينة بتنفيذ ما أقروه في مؤتمر بال عندما نجح هيرتزل بمقابلة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في محاولة للضغط على الدولة العثمانية مستفيدين من الأزمة المالية التي كانت تعاني منها الدولة في تلك الفترة، فعرض هيرتزل مبالغ ضخمة من المال تقدر بمليارات الجنيهات لسداد ديون الدولة العثمانية في مقابل السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين وشراء الوكالة اليهودية للأراضي في فلسطين فرفض السلطان عبد الحميد مطالبهم قائلاً " إن فلسطين ليست ملكي بل هي ملك شعبي، وقد تأخذون فلسطين يوماً لكن ذلك سيكون على جثتي
في عام 1914م اندلعت الحرب العالمية الأولى بين بريطانيا وفرنسا من جهة وإمبراطورية النمسا وألمانيا والدولة العثمانية من جهة أخرى فوقفت الصهيونية مع بريطانيا وشجعت اليهود على الانخراط في خدمة الجيش البريطاني لتحقيق آمالها، كما سعت الصهيونية بواسطة العالم الكيميائي حاييم وايزمان اليهودي الصهيوني للضغط على بريطانيا لإصدار وعد بلفور عندما توصل هذا العالم إلى اختراع مادة شديدة الانفجار تساعد بريطانيا على الانتصار في الحرب العظمى، عندها أصدر بلفور وعده الشهير الذي أعلنت فيه حكومة جلالة الملك فلسطين وطناً قومياً لليهود "[نص وعد بلفور بالإنجليزية نقلاً عن وثيقة القدس الصادرة عن لجنة القدس]. وبذلك جسدت بريطانيا الدور الاستعماري البريطاني في خلق الدويلة اليهودية على أرض فلسطين.
فلسطين في ظل الانتداب البريطاني:
أطلت سنة 1919م لتعلن عن انتهاء الحرب العالمية بانتصار بريطانيا وفرنسا وأصدرت عصبة الأمم قرار بجعل فلسطين ضمن مناطق نفوذ الانتداب البريطاني، فعملت بريطانيا على إرسال هيربرت صموئيل اليهودي المتعصب كأول مندوب سامِِ بريطاني لها في فلسطين، وقد سارع بتنفيذ مآرب الصهيونية وتحقيق وعد بلفور عن طريق فتح باب الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مصرعيه وتسهيل انتقال ملكية أراضي فلسطين للمهاجرين الجدد. ولا بد لنا هنا من وقفة سريعة لنتعرف على كيفية انتقال ملكية الأراضي الفلسطينية لليهود والتي تمثلت في ثلاث طرق:
1. أراضي الميري وهي التي كانت ملكاً للدولة العثمانية في فلسطين فانتقلت ملكيتها إلى الدولة الحاكمة الجديدة بريطانيا التي سارعت بتمليكها لليهود دون قيد أو شرط.
2. أراضِِ ملكاً لأثرياء عرب غير فلسطينين باعوها دون علم منهم لليهود وذلك عن طريق وسطاء (سماسرة) بعد قيام الحرب العالمية الأولى وتغير أوضاع المنطقة في غير مصالحهم.
3. الأراضي التي امتلكها الفلسطينيون وهذه كانت ملكاً للفلاحين البسطاء الذين ورثوا ملكية الأرض عن آبائهم وأجدادهم وهؤلاء تعرضوا لوسائل الضغط من قبل حكومة الانتداب للبيع عن طريق فرض ضرائب باهظة لم يتمكن الفلاح البسيط من دفعها، فتقوم حكومة الانتداب بمصادرة أرضه وإعطائها لليهود تجسيداً للدور الاستعماري البريطاني في محاولات تهويد فلسطين، على أية حال فقد تنبه العلماء ورجال الدين الإسلامي في فلسطين إلى خطورة هذه المشكلة فأصدر مفتي عام القدس فتوى بتحريم بيع الأراضي لليهود تحريماً قطعياً واعتبار من يقدم على هذا العمل مرتداً عن الإسلام ولا يجوز الصلاة عليه أو دفنه في مقابر المسلمين.
كما أن الشعب الفلسطيني لم يسكت وهو يرى المهاجرين اليهود القادمين من روسيا وبولندا وتشيكوسلوفاكيا وأوروبا الشرقية يتوافدون على البلاد بجماعات كبيرة ويستولون على الأراضي ويضايقون السكان الآمنين بشتى الوسائل وينعمون بتأييد شامل من حكومة الانتداب، فبدأت ثورات الشعب الفلسطيني منذ عام 1920 ضد الانتداب وضد اليهود الصهاينة كان من أشهرها ثورة عام 1929 م التي عرفت بثورة البراق وهي تشبه في أسباب ظهورها انتفاضة الأقصى الأخيرة فقد سعى اليهود إلى الاستيلاء على حائط البراق بحجة أنه جزء من هيكلهم المزعوم فقاوم المقدسيون مقاومة عنيفة حفاظاً على حائط المسجد الأقصى الغربي وسقط في هذه الثورة شهداء من أبناء القدس بلغ عددهم حوالي 100شهيد [المرجع السابق]. وامتدت الثورة إلى كل المدن الفلسطينية في غضب شعبي جامح ضد الحكومة البريطانية والوجود الصهيوني وقد قدمت الجمعية الإسلامية وثيقة الاحتجاج الشعبي الفلسطيني في القدس لحكومة الانتداب على سياستها المجحفة مع الشعب الفلسطيني ووقوفها مع اليهود …. ثم تطورت ثورة الشعب الفلسطيني وأخذت طابع الجهاد المقدس و المسلح و المنظم على يد عز الدين القسام ضد الصهاينة والمصالح البريطانية في فلسطين وبدأ العديد من المجاهدين العرب المسلمين يفدون من معظم المناطق العربية المجاورة للمشاركة في هذا الجهاد المقدس فعمّ البلاد إضراب شامل أضر بالمصالح البريطانية في فلسطين خاصة سنة 1936م ولم يكن الرد على ثورات الشعب الفلسطيني أمراً هيناً فقد عملت بريطانيا على إعدام وقتل عدد كبير من الثوار المناضلين في سبيل تطبيق سياستها التهويدية على أرض فلسطين واستمرت الأوضاع إلى قيام الحرب العالمية الثانية بين بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة من جهة وإيطاليا وألمانيا واليابان من جهة أخرى، كان هتلر ينظر بعداء شديد لليهود وذلك لتردي الأوضاع الاقتصادية في ألمانيا قبل الحرب العظمى الثانية بسبب المصارف اليهودية التي عملت على زيادة أموالها في ألمانيا ثم سحب تلك العوائد المالية الضخمة الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع الاقتصادية هناك فظهرت في ألمانيا النازية الهتلرية فكرة العداء لليهود فقام هتلر بإحراق بعضهم وقتل البعض الآخر كما يعرف الجميع بما عُرف بالتاريخ بالمذابح النازية، على الرغم من أن الصهيونية العالمية استفادت من مذابح هتلر لليهود بترويجها للعالم لكسب ود الشعوب والحكام الغربيين ونيل التعاطف مع اليهود على أنهم مضطهدون لا حول لهم ولا قوة فكسبت بذلك تأيد العالم الغربي بوجوب إيجاد حل للمشكلة اليهودية وتأيد الهجرات اليهودية لفلسطين إلا أن بعضاً من المؤرخين اليوم يشكك في مصداقية ما حدث لليهود فقد ظهرت بعض الدراسات التي نفت أن يكون هتلر قد قام بتلك المذابح من أبرزها تلك التي قام بها المؤرخ الفرنسي روجيه جارودي [مجلة الوطن العربي] والتي أكد من خلالها براءة هتلر من دم اليهود وأنهم هم أنفسهم من قام بتلك المذابح ضد من لا يرغبون بهجرتهم إلى فلسطين من المعاقين وأصحاب العاهات واستفادت من ضحاياها في ترويج صورة إعلامية مأساوية لكسب تعاطف العالم معها في جمع شتات اليهود على أرض فلسطين.
وإلى يومنا هذا تدفع ألمانيا تعويضات لليهود عن جرائم هتلر، ومن يذهب إلى إسرائيل سائحاً لا بد وأن يزور المتحف الإسرائيلي الخاص بضحايا النازية ليشاهد صور الضحايا، فهذا المتحف يعتبر معلماً هاماً في معالم السياحة الإسرائيلية.
الدور الأمريكي:
في أواخر الحرب العالمية الثانية شعرت الصهيونية بضعف دور بريطانيا أمام هتلر النازي فسارعت إلى نقل ثقلها السياسي والاقتصادي إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت تلعب دوراً هاماً في أوضاع العالم ونجحت الصهيونية في التغلغل ثقافياً وسياسياً واقتصادياً في معظم الولايات المتحدة وبدأت الصهيونية تلعب دوراً هاماً في صدور القرار الأمريكي، فوقفت الولايات المتحدة مع اليهود عندما انسحبت بريطانيا من فلسطين و بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أعلن اليهود عن إقامة دولة إسرائيل في 15مايو سنة 1948م وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أول المعترفين بهذه الدولة..
المذابح الصهيونية:
في الفترة التي تتابعت مع انسحاب بريطانيا من فلسطين ظهرت بالأفق جماعات يهودية صهيونية عرفت باسم العصابات الصهيونية ومن أشهرها عصابة زيفائي ليومي والأراغون و شتيرن فرأت أن الحل السريع والقوي لنشأة الدولة اليهودية هو القيام بأعمال عسكرية ضد السكان العرب الفلسطينيين لتهجيرهم من قراهم وبلدانهم ومدنهم عن طريق المذابح الجماعية التي أحدثتها ضد بعض القرى مثل قرية دير ياسين التي دمرتها تدميراً كاملاً، وقتلت سكانها من أطفال وشيوخ ونساء ورضع ثم تركت الجثث الهامدة لتصل رائحتها وأصوات أنينها إلى القرى القريبة التي سارعت لترى مذبحة جماعية ضد قرية بأكملها، ثم أكملت العصابات الصهيونية " الهاغاناة " مذابحها ضد بعض القرى الأخرى لدفع الآخرين من السكان إلى الرحيل خوفاً على أطفالهم أو أعراضهم وكان الشرف أكثر ما أرق الفلسطينيين من تلك العصابات الصهيونية وسارع بدفعهم للهجرة أفراداً وجماعات.
يقول أحد أشهر السفاحين في عصابات الهاغاناة مناحيم بيجن في كتابه الثورة " لولا دير ياسين لما وجدت دولة إسرائيل " ويقول في موضوع آخر " كتبت هذا الكتاب لغير اليهود أيضاً خشية ألا يكون قد ثبت لديهم، أو خوفاً من أن يكونوا قد نسوا أن هناك صنفاً جديداً من البشر هو المحارب اليهودي
ويتباهى مناحيم بيجن في كتابه بالمجازر التي أحدثها في يافا ومنطقة الجليل الأعلى من فلسطين لإجبار الأهالي على المغادرة بالقتل أو التعذيب أو التعدي على الأعراض.
تحت الضغط الإرهابي الصهيوني العنيف تشرد أكثر من مليون فلسطيني لا يحملون معهم في هجرتهم سوى الأطفال والنساء وما خف وزنه من المتاع ليلجأوا إلى البلدان العربية المجاورة يعيشون في مخيمات أعدتها الدول المجاورة بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة لإيواء المهاجرين الفارين بدينهم وأعراضهم من الوحشية الصهيونية الغادرة، هكذا قامت دولة إسرائيل يدعمها الظلم العالمي والإرهاب الصهيوني والضعف العربي، والمثير للدهشة أن إسرائيل اليوم تعتبر الطفل الفلسطيني الذي يحمل الحجر ليدافع عن حق سليب إرهابياً وتعلن عبر صحفها ووسائل إعلامها المسيطرة في العالم الغربي أن اليهودي يدافع عن نفسه بالمدافع ليدرأ عنه حجارة الطفل الفلسطيني.
نحن اليوم أمام إرهاب له فلسفة وطرق وتنظيم لم يشهد له العالم مثيلاً من قبل، فقد نرى مجرمين قتلة لكنهم لا يفلسفون جرائمهم ولا يبررونها ويتفاخرون بإعلانها و التباهي بعدد من قتلوا في مذكراتهم، بل ويصلون في دولة إسرائيل إلى مرتبة الوزارة ورئاسة الحكومة الإسرائيلية